"خطوتي الأولى نحو الحلم"
كان
سامي فتى في السابعة عشرة من عمره، يعيش مع والده في حي شعبي بسيط. توفيت
والدته وهو في سن صغيرة، فتحمّل والده عبء تربيته وحده. كان والده يعمل سائق أجرة،
يُرهق نفسه طوال اليوم ليؤمّن لسامي قوت يومه ومصاريف المدرسة.
لكن
سامي لم يكن فتى عادياً. كان طموحاً، حاد الذكاء، يحلم بأن يصبح مهندساً مشهوراً
يُحدث فرقاً في مجتمعه. كان يرى التعب في عيون والده، ويشعر بوخز الضمير في كل مرة
يُعطيه مصروفه اليومي دون أن يطلب شيئاً بالمقابل.
في
أحد الأيام، قرر سامي أن يساعد والده دون أن يُشعره بثقله. بعد انتهاء دوامه
المدرسي، بدأ يبحث عن عمل جزئي يناسب وقته. وجد وظيفة بسيطة في أحد المكتبات
القريبة، يصفّ الكتب ويُساعد الطلاب في نسخ أوراقهم.
بدأ
سامي يقسم يومه بين المدرسة والعمل، ثم المذاكرة ليلاً. لم يكن الأمر سهلاً، لكنه
كان يشعر بالفخر في كل مرة يُسلم والده جزءًا من راتبه البسيط، ويقول بابتسامة:
"خليها مصروف البنزين، يا بَابَا."
لاحظ
والده التغيير، فحاول أن يثنيه عن العمل، قائلاً إن دراسته هي الأولوية. لكن سامي
قال بحزم وحنان:
"أنا مش بتخلى عن دراستي، بس ما أقدر أتفرج عليك
تتعب لحالك. إحنا فريق."
مرت
السنوات، وتخرج سامي من الثانوية بتفوق باهر. حصل على منحة جامعية في كلية
الهندسة، وكان أول من صعد على المنصة يوم التخرج، وأول من نادى اسمه في الحفل.
وبين الحضور، جلس والده في الصف الأول، ودموع الفخر تملأ عينيه.
رفع
سامي شهادته عالياً، وقال أمام الجميع:
"دي مش شهادتي أنا بس... دي شهادة أبويا اللي علمني
معنى التضحية، ومعنى الحلم الحقيقي."
تابعونا
تابعونا ... قريبا

إرسال تعليق
ضع تعليقك هنا